مفهوم فن المقامة: ـ
قصة قصيرة بطلها نموذج إنساني مكدٍ , متسول . لها راو , وبطل . تقوم على حدث طريف مغزاه مفارقة أدبية أو مسألة دينية أو مغامرة مضحكة , تحمل في داخلها لونا من ألوان النقد أو الثورة أو السخرية , وضعت في إطار من الصنعة اللفظية أو البلاغية .
نموذج لمقامة :
المقامة البغدادية لبديع الزمان الهمذاني : حدثنا عيسى بن هشام قال : اشتهيت الأزاد وأنا ببغداد , وليس معي عقد على نقد فخرجت أنتهز محاله حتى أحلني الكرخ فإذا أنا بسوادي يسوق بالجهد حماره , ويطرف بالعقد إزاره .
فقلت : ظفرنا والله بصيد , وحياك الله أبا زيد , من أين أقبلت , وأين نزلت , ومتى وافيت ؟ وهلم إلى البيت .
فقال السوادي : لست بأبي زيد , ولكني أبو عبيد , فقلت : نعم , لعن الله الشيطان وأبعد النسيان , أنسانيك طول العهد , واتصال البعد فكيف حال أبيك ؟ أشاب كعهدي أم شاب بعدي ..
فقال : قد نبت الربيع على دمنته وأرجو أن يصيره الله إلى جنته .
فقلت : إنا لله وإنا إليه راجعون , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم , ومددت يد البدار إلى الصدار أريد تمزيقه فقبض السوادي على خصري بجمعه .
وقال : نشدتك الله لا مزقته .
فقلت : هلم إلى البيت نصب غداء , أو إلى السوق نشتر شواء , والسوق أقرب , وطعامه أطيب .
فاستفزته حمة القرم , وعطفته عاطفة اللقم , وطمع ولم يعلم أنه وقع , ثم أتينا شوَّاء يتقاطر شواؤه عرَقاً , وتتسايل جوذاباتُه مَرَقا .. فقلت : أفْرْز لأبي زيد من الشّواء , ثم زن له من تلك الحلواء , واختر له من تلك الأطباق , وانضد عليها أوراق الرقاق , ورش عليها شيئا من السماق ليأكله أبو زيد هنيا .
فانحنى الشواء بساطوره , على زبدة تنوره فجعلها كالكحل سحقا , وكالطحين دقا , ثم جلس وجلست , ولا يئس ولا يئست حتى استوفينا .
وقلت لصاحب الحلوى : زن لأبي زيد من اللوزينج رطلين فهو أجرى في الحلوق , وأمرى في العروق وليكن ليلي العمر يومي النشر , رقيق القشر , كثيف الحشو , لؤلؤي الدهن , كوكبي اللون , يذوب كالصمغ قبل المضغ ليأكله أبو زيد هنيا .
قال : فوزنه ثم قعد فقعدت , وجرد وجردت حتى استوفيناه , ثم قلت : يا أبا زيد ما أحوجنا إلى ماء يشعشع بالثلج ليقمع هذه الصارة , ويفثأ هذه اللقم الحارة , اجلس يا أبا زيد حتى نأتيك بسقاء , يأتيك بشربة ماء .
ثم خرجت وجلست بحيث أراه , ولا يراني انظر ما يصنع , فلما أبطأت عليه قام السوادي إلى حماره , فاعتلق الشَّواء بإزاره .
وقال : أين ثمن ما أكلت ؟
فقال أبو زيد : أكلته ضيفا , فلكمه لكمة , وثنى عليه بلطمة , ثم قال الشَّواء : هاك , ومتى دعوناك , زن يا أخا القحة عشرين , فجعل السوادي يبكي ويحل عقده بأسنانه , ويقول : كم قلت لذاك القُريد أنا أبو عبيد , وهو يقول أنت أبو زيد , فأنشدت :
لا تقعدن بـكـل حــالـة اعمل لرزقك كل آلة
فالمرء يعجز لا محالة وانهض بكل عظيمة
يعد "بديع الزمان الهمذاني" المبتكر الأول لفن المقامة الذي انتشر على نحو واسع كأحد فنون النثر في الأدب العربي، كما يعد الرائد الحقيقي للصحافة، ليس في الأدب العربي فحسب، وإنما كان الصحفي الأول على الإطلاق؛ فقد كانت رسائله ومقاماته النقدية الاجتماعية هي البدايات الحقيقية الأولى لذلك الفن الذي عُرف فيما بعد بالصحافة
الجمعة ديسمبر 28, 2012 2:55 pm من طرف درش العزايزى
» تلعب: Skidoo TT
الأربعاء مايو 02, 2012 5:55 am من طرف خليل عبدالحفيظ خضيرى
» Shoot Fishاااااااااااااا
الأربعاء مايو 02, 2012 5:45 am من طرف خليل عبدالحفيظ خضيرى
» قفز ماريووووووووووووووووووووو
الأربعاء مايو 02, 2012 5:26 am من طرف خليل عبدالحفيظ خضيرى
» السمكة و الصغار
الأربعاء مايو 02, 2012 5:10 am من طرف خليل عبدالحفيظ خضيرى
» شراهه الطيور
الأربعاء مايو 02, 2012 5:06 am من طرف خليل عبدالحفيظ خضيرى
» مسابقة احسن فصل
الجمعة أبريل 20, 2012 11:51 pm من طرف كيمو و بس
» صورة ورقة إمتحان طالب أضحكت اساتذة العالم
الجمعة أبريل 20, 2012 11:45 pm من طرف كيمو و بس
» نجح بسبب هذه القصيدة
الجمعة أبريل 20, 2012 11:44 pm من طرف كيمو و بس